بعد نهاية الحرب العالـمية الثانية وفد سيل من الـمهاجرين إلى أوروبا للعمل من العالم الثالث ، ومنه العالم الإسلامي ، وكان من الظواهر الملاحظة تدني المستوى الثقافي والأخلاقي لدى الوافدين ، وكان أهم عامل في ذلك ضعف الـهوية لدى الجيل الثاني والثالث من الوافدين ، وعدم إمكانية اكتسابهم هوية جديدة في الـمهجر وذلك لأسباب عديدة لا يتسع الـمجال لذكرها .
وقد اهتم بهذا الإخوة الذين فكروا في إنشاء ( مؤسسة الوقف ) إذ كانوا يعرفون أن خير علاج لـهذا فيما يتعلق بالـمسلمين هو توعية الأجيال الناشئة بهويتهم الإسلامية ، ورأوا أن هذا يحقق أهدافاً ومصالح عدة : مصلحة المسلمين بالاحتفاظ بهويتهم الإسلامية ،ومصلحة البلاد المضيفة إذ لا أخطر من وجود عدد كبير من أفراده بدون هوية ، ومصلحة البلاد الإسلامية التي وفدوا منها إذ أن الـمهاجرين ببعدهم عن الوطن الأم يكونون أكثر قابلية لقبول منهج الإسلام النقي الصافي .
وعندما فكر أصحاب هذا المشروع وعلى رأسهم الشيخ عبد الله بن عثمان الحصيني ، في اختيار البلد الذي يمكن منه الانطلاق لم يترددوا في اختيار هولندا للأسـباب الآتيـة :
1. في ذلك الوقت كان المخاض لـميلاد الاتحاد الأوروبي وبالتالي سهولة الوصول من هولندا إلى البلدان الأخرى في الاتحاد بسهولة وبدون تعقيدات .
2. كانت هولندا من أكثر بلدان أوروبا استعداداً لقبول التعددية الثقافية وكان سجلها في رعاية حقوق الإنسان من أفضل السجلات .
وتفهم الـمسؤولون الـهولنديون طبيعة الـمشروع وساندوه بالدعم الـمادي حيث بلغت الـمساعدات الحكومية ( 80 % ) من التكاليف التشغيلية للـمدارس التي أنشأتها المؤسسة .