حياتك ابريسم

حينما يطلق مصطلح ( تطوير الذات ) ; تذهب مخيلة أغلب من يقرأ أو يسمع نحو تطوير الذات المتعلق بالأهذاف الدنيوية من الدراسة و العمل وما شابهها , هذا في الغالب.

ولكن في الحقيقة إن تطوير الذات يكون في كل شيء يتعلق بالإنسان فيما يخص أهدافه الدنيوية أو الأخروية . وبلا أدنى شك أن الهدف الأسمى للمسلم هو رضى الله سبحانة وتعالى و دخول الجنة وليس بعد هذا الهدف هدف.

والإنسان بطبيعته يميل إلى النسيان فهو دائم الخروج عن أهدافه الرئيسية وما ذلك إلا لكثرة الشواغل و الصوارف ولهذا فإن إرجاعه إلى الأهداف الرئيسية أمر مهم.

ومن أفضل الأساليب لتذكيره وإرجاعه إلى أهدافه الرئيسية مخاطبة عقله وعاطفته بالكلمات الإيجابية التي سرعان ما يتأثر بها , فيعود إلى طريقه الذي يحقق له هدفه من خلاله ولهذا فقد إهتم أهل ( تطوير الذات ) بالكلمات الإيجابية المختصرة التي لها مفعول الدواء في الأبدان

فالكلام الطيب وقود للنفس لأداء المزيد من العمل ومتى أحس الشخص بنوع من الضعف في جانب التحفيز نحو العمل الديني أو الدنيوي … فإن عليه الاستزادة من الأقوال التحفيزية تماماً كالاستزادة من الطعام حين الإحساس بالجوع و الحاجة إلى تناول الطعام.

وحتى تتمكن من تطوير مهاراتك وتحفيز ذاتك وبث روح الجماسة داخل … تجنب الوقوق كثيرا عند أخطاء ماضيك لأنها ستحيل حاضرك جحيماً , ومستقبلك حطاماً و يكفيك منها وقفة إعتبار تعطيك دفعة جديدة في طريق الحق و الصواب و النجاح

إننا بحاجة إلى أن ننتقل من الماضي إلى المستقبل , بحاجة أن نتفاءل وأن نفتح رئتينا للهواء العليل , بحاجة أن نسعد بالحاضر وجمالياته ومننه التي لن نراها حتى نركل غشاوة الأحزان عن طريقنا ونرفعها عن أعيننا ونتشح بالتفاؤل والأمل و الرضا.

علينا ألا نعيش في الماضي بكل أحاسيسنا ولا نستسلم لسطوته التي تحول دون رؤية الحاضر . في الماضي أمجاد تتحدث عنها في الماضي آلام وإخفاقات : فقد عزيز يصعب نسيانه , خيانة زوج , فشل مشروع , قسوة قريب , إعراض حبيب , إنفصال , هزيمة …

قاوم فالماضي لا يموت كيف وقد عشناه بكل جوارحنا ومشاعرنا يبقى في داخلنا , المهم أن نبرمج الطريقة التي نتعامل بها معه . لنسلك الطريق الصحيح إلى المستقبل بكل أسلحتنا لنحارب بها المعوقات و الصعوبات لتحقيق أهدافنا.

والحمد لله … و الصلاة و السلام على خاتم النبيين و المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و التليم



مدونة فكرة
الجمعة 27 / 7 / 1436 هـ
الموافق 16 / 5 / 2015 م