شبكة قدس الإخبارية

مع متغيرات المنطقة وانطلاق الربيع العربي وتأثيرات الإعلام الجديد والاجتماعي على مجريات الثورات العربية، ومع ظهور مبادرات تكنولوجية وإعلامية شبابية في البلاد العربية وقدرة هذه المبادرات على مواكبة الأحداث بل والتأثير عليها بشكل واضح، وتميز الخدمات الإخبارية الشبابية من بين هذه المبادرات، انطلقت شبكة قدس الإخبارية الشبابية على موقع "فيس بوك"، حيث بدأت عملها في نهاية شهر آذار / مارس من عام 2011 م.

بدأت الشبكة عملها بفريق عمل صغير، ينقل أخبار الأحداث من الوكالات الإعلامية الفلسطينية ومواقع الإنترنت وصفحات "الفيس بوك" الأخرى، لكنه سرعان ما تطور هذا الفريق وانضم له العديد من الناشطين والإعلاميين، كما عملت الشبكة على الاتحاد مع عدة صفحات فلسطينية إخبارية ومبادرات شبابية أخرى، لتشكل بذلك طاقم شبكة قدس الإخبارية المتجدد. حرصت الشبكة منذ نشأتها على تشكيل فريق عمل من مختلف مناطق فلسطين المحتلة ( الضفة الغربية وغزة، الداخل المحتل عام 48)، كما سعت إلى ضمن ناشطين وإعلاميين من اللاجئين الفلسطينيين في مناطق الشتات، وحاولت أن تطبق من خلال ذلك رؤيتها وشعارها بأن تكون "صورة فلسطين الكاملة". ومنذ نشأت قدس الإخبارية، صاغت "الشبكة" سياسة ًتحريرية، كان " نقل الخبر كما هو" عمادها الرئيس، تسعى من خلالها الى الموضوعية والمهنية في الطرح ، واهتمت من خلال هذه السياسة أيضاً بصياغة الخبر وطريقة عرضه كأحد أهم الركائز الأساسية التي تميزت به عن غيرها من وسائل الإعلام فكان خبراً مختصراً لكنه جامع لعناصر الخبر ومعلوماته، في محاولة لدمج الصياغة العلمية للخبر مع طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي.

ومع تنوع فريق الشبكة المكاني والفكري والثقافي فقد حرصت على أن لا تقع في فخ الحزبية والتطرف الحزبي، وأن تكون خارج دوائر الإعلام المسيس، وبذلك بقي روح الشبكة روحاً تطوعياً جمعياً فلسطينياً انطلق من قواعد أساسية للعمل والمشاركة بين فريقها ومتطوعيها.

تطوّر أداء "الشبكة" وتوسع عملها، وفي وقت لاحق أطلقت الشبكة صفحة " شارك-شبكة قدس الإخبارية" التي كانت تتيح للمتابعين أن يبادلوا "الشبكة" مشاركاتهم من المواد الإعلامية المختلفة كالصور والفيديو والخبر، ثم أطلقت صفحة " قدس ميديا" التي خصصتها لنشر الصور والفيديو التي تتعلق بالشأن الفلسطيني، وقد تشكل لدى الشبكة ومن خلال الوقت فريق من المصورين والصحفيين المتطوعين، ساعدوا على أن تصبح صفحة "قدس ميديا" من أوسع الصفحات الفلسطينية في مجالها وأكثرها انتشاراً وحضوراً. وفي وقت لاحق، أعلنت "الشبكة" انضمام صفحة "أخبار الأسرى الفلسطينيين عند الاحتلال" الى مجموعة صفحاتها، والتي خُصصت لنقل أحوال وأخبار الأسرى في سجون الاحتلال والتقارير الإخبارية حول قضاياهم، كما واكبت الشبكة حملات الاعتقالات والانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال في المناطق الفلسطينية المحتلة، وكان للصفحة أيضاً دور بارز في تغطية إضراب الأسرى ونقل كافة الفعاليات والأحداث أولا بأول، كما كان لها دور فاعل ومشارك في الحملات الإعلامية لمناصرة الأسرى وقضاياهم.

ومن التجارب الخاصة التي أطلقتها الشبكة صفحة " رمضان القدس" حيث عملت هذه الصفحة على نقل أجواء شهر رمضان المبارك في فلسطين ما بين الروحي والإيماني والشعبي وتقاليد المجتمع الفلسطيني خلال الشهر.

وخلال الفترة السابقة، تميزت الشبكة بتغطيات إخبارية واسعة لبعض الأحداث الفلسطينية البارزة، فقد كان لها تغطيتها الخاصة

لأخبار مسيرات العودة في ذكرى النكبة، وبأخبار حصرية لأسطول الحرية ومجزرة سفينة مرمرة حيث كانت الناقل الحصري لتغطية الحدث على "الفيس بوك " بالتنسيق مع المنظمين، ثم لأخبار سفن كسر الحصار المختلفة، وكذلك لتوجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة والذي عرف بـ "استحقاق أيلول"، وصفقة التبادل بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، وفعاليات احياء ذكرى انطلاق الفصائل والحركات الفلسطينية، والحروب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، وفعاليات احياء ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات، والعديد من الملفات والقضايا الخاصة، التي شكلت بمجموعها دفعة قوية في مسيرة الشبكة وتوسعها.

وعلى الدوام، تسعى الشبكة من خلال الأفكار والمبادرات والمشاريع التي تعدها وتعمل عليها أن تكون كما أرادت صوتا فلسطينيا يجسد صورة فلسطين الكاملة ويقدم إعلاما فلسطينيا حرا، بطريقته ورؤيته وأدائه وأفكاره، فالشباب الفلسطيني الذي قاد الانتفاضات الشعبية ضد الاحتلال لن يعجز عن الإبداع في قيادة إعلام حر يقاوم الاحتلال ويناهضه.