بيدي رسمت حروفه و كتبت كلماته

تنويه: هذا العملُ لأصحابِ الهمَمِ العاليةِ فقطْ

الحمد لله رب العالمين حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، والصَّلاة والسَّلام على خيرِ خلقِه وخاتَمِ رسلِه نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين.
قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: (( مَنْ أُوتيَ القُرآنَ وظنَّ أنَّ أحداً قد أُوتيَ خَيراً منْهُ فقدْ حقَّرَ عظيماً وعظَّمَ حقِيراً)).
لقد مَنَّ الله الكريم علينا من فضلِه وجودِه بفكرة هذا العمل؛ التي عسى أن يكون فيها نفعٌ عظيمٌ وخيرٌ عميمٌ لنا وللمسلمين أجمعين، وكان هدفُنا -بعد رضا الله تعالى-مساعدةَ العاملين في كتاب الله الرَّاغبين في قراءتِه وحفظِه وتدبُّرِ آياتِه، على اختلافِ أجناسِهم وأعراقِهم، وعلى تفاوتِهم في السِّنِّ والثَّقافة والتَّحصيلِ العلميِّ.
إنَّ نسْخَ القرآنِ الكريمِ وكتابتَه بيدِ الواحدِ منَّا لهو تثبيتٌ للحفظِ وترسيخٌ لشكلِ الكلماتِ في الذِّهنِ، وتدرُّبٌ على الرَّسم العثمانيِّ لكلماتِ المصحفِ الشريفِ، آخذينَ بعينِ الاعتبارِ أنَّ رَسمَ كَلماتِ المُصْحفِ توقيفيٌّ من عندِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فلا يجوزُ تغييرُه أو تبديلُه، ولا مجالَ حتى لأقلِّ خطأٍ فيه.
نسألُ الله تعالى أن يكلِّلَ عملَنا هذا وسائرَ أعمالِنا بالقَبُولِ وأن يجزيَنا عليه عظيمَ الأجرِ والثَّوابِ، وأن يكتبَ لنا وللمسلمينَ التوفيقَ والنَّجاحَ والفوزَ والفلاحَ والسعادةَ في الدَّارَينِ، إنَّه على كلِّ شيءٍ قديرٌ.

من أين أتت فكرة العمل؟

- آلافُ آلافِ المسلمينَ في العالمِ قد منَّ الله عليهِمْ بخَتمِ القرآنِ مرَّاتٍ عديدةً بلغتِ المئاتِ أو تزيدُ.
- آلافُ آلافِ المسلمينَ في العالمِ أكرمَهمُ الله تعالى بحفظِ كتابِه الكريمِ عن ظهرِ قلبٍ.
- آلافُ آلافِ المسلمينَ في العالمِ يقرؤُونَ القرآنَ الكريمَ؛ كلَّه أو أجزاءَ منه.
وكانت بذرةُ الفكرةِ سؤالاً، وهو:
كمْ واحداً من هذِهِ الآلافِ المؤلَّفةِ حاولَ أن يكتبَ القرآنَ كلَّه، أو بضعَ آياتٍ منه بخطِّ يدِه؟

وكان الجواب ما يلي:

كثيرٌ ممَّنْ تعلَّمُوا القرآنَ وحفظُوهُ على أيدي المشايخِ في الكتاتيبِ، كانُوا يكتبونَهُ على ألواحِهمُ الخشبيَّةِ بالفحمِ ثم يمحونَهُ، وما كانَ هدفُهمْ من الكتابةِ إلَّا الاستعانةَ على المذاكرةِ والحفظِ، وهناكَ آخرونَ ممَّنْ احترفَ صناعةَ الخطِّ كانُوا يكتبونَ بعضَ الآياتِ في ألواحٍ تعلَّقُ على الجدرانِ لتزيينِ البيوتِ والمكاتبِ والمحلاتِ، وما أقلَّ عددَ أولئكَ الخطَّاطينَ الذينَ اختصُّوا بكتابةِ المصحفِ الشريفِ كاملاً، والعنايةِ بضبطه بحرفيةٍ عاليةٍ وإتقانٍ.

إرشادات مهمَّة:

أخي المسلمَ أختي المسلمةَ: يجبُ مراعاةُ هذه الأمورِ قبلَ وأثناءَ الكتابةِ:

1. الحرص على النسخ من مصحف المدينة المنورة وفق ((الرسم العثماني))، وفي حال عدم توفره لديك يمكن انزاله من الموقع الرسمي للمشروع: www.quranbyhand.com

2. عليكُمْ أن تقدِّرُوا قيمةَ هذا العملِ الذي ستبدؤُونَ به، وأنكمْ ستتركونَهُ أثراً طيِّباً من بعدِكمْ.

3. تستطيعونَ تحميلَ بعضِ الصَّفحاتِ من الموقعِ الرسميِّ لهذا المشروع، فيُستحسَنُ أن تقومُوا بذلكَ للتَّدريبِ قبلَ أن تبدؤُوا بخطِّ نسختِكُمْ.

4. التأنَّي في رسمِ الحرفِ وكتابةِ الكلمةِ يمكِّنكُمْ من الإتقانِ، ويحقِّقُ لكمْ جمالَ الخطِّ، ويعينُكُمْ على التَّفكُّرِ في آياتِ اللهِ تعالى وتدبُّرِ معانِيها.

5. الانتباهُ الدقيقُ والحرصُ الشَّديدُ على دقَّةِ النَّقلِ من المصحفِ وفق ((الرسم العثماني))، يُعطِي العملَ تمامَهُ ويبلِّغُكمُ المرجوَّ منه، وهذا من أهمِّ المطلوبِ؛ لأنَّ كتابَ اللهِ عزَّ وجلَّ لا ينبغِي أن يكونَ فيه أيُّ خطأٍ.

6. يفضَّلُ عندَ بدايةِ الكتابةِ استعمالُ قلمِ الرَّصاصِ HP2.

7. عدمُ الضَّغطِ بقوَّةٍ على الورقِ أثناءَ الكتابةِ ليسهُلَ المحوُ والتصحيحُ إذا وقعَ خطأٌ.

8. يفضَّلُ عندَ اللزومِ استعمالُ ممحاةٍ بيضاءَ لا تدخلُ في صناعتِها الألوانُ.

9. الحرصُ على الكتابةِ بيدٍ نظيفةٍ عندَ استعمالِ قلمِ الرَّصاصِ؛ لئلَّا يتَّسخ الجزءُ الذي تستندُ عليه اليدُ من الورقةِ.

10. عدمُ لمسِ الخطِّ بعد كتابتِه بقلمِ الرَّصاصِ لئلَّا يفسُدَ المخطوطُ.

11. عرضُ ما تمَّتْ كتابتُهُ أوَّلاً بأوَّلَ على مشرفٍ مختصٍّ أو أستاذٍ متمكِّنٍ؛ للتأكُّد من دقَّةِ النَّقلِ وصحَّةِ الكتابةِ والرَّسمِ وفق ((الرسم العثماني))، ويُفضَّلُ أن يُعرضَ على غيرِ واحدٍ حرصاً على زيادةِ الضَّبطِ.

12. بعدَ إتمامِ الكتابةِ والتَّدقيقِ والتَّصحيحِ تبدأُ الإعادةُ فوقَ الرَّسمِ بقلمِ الحبرِ، ويُفضَّلُ أنْ يستعملَ قلمُ خطٍّ أساسيٌّ (مشطوف) قياس(1.0) ملم. والأحسنُ أنْ يكونَ لونُ الخطِّ أسودَ لزيادةِ الوضوحِ.

13. عدمُ إغلاقِ الكُراسِ عندَ الانتهاءِ منَ الكتابةِ إلَّا بعدَ التأكُّدِ منْ جفافِ الحبرِ تماماً؛ للحرصِ على جمالِ الخطِّ ونظافةِ الورقِ.

14. حفظُ الورقِ المخطوطِ عليهِ في مكانٍ كريمٍ بعيداً عن العبثِ والإيذاءِ، وإحراقُ ما يلزمُ إتلافُه؛ وذلكَ صَوْناً للقرآنِ الكريمِ، وتعظيماً لشعائرِ اللهِ تعالى.

تحذيرٌ مهمٌّ جدّاً

أخي المسلمَ أختي المسلمةَ: إنَّ القرآنَ الكريمَ أعظمُ كتابٍ أنزلَهُ اللهُ تعالى وحياً على قلبِ نبيِّهِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وقدْ تكفَّلَ فضلاً منه وكرماً بحفظِهِ من كلِّ تحريفٍ وصَوْنِه من أيِّ خطأٍ فاعلمُوا أنَّ هذه النُّسخةَ التي منَّ اللهُ الكريمُ عليكمْ بكتابتِها وأعانكُمْ على إتمامِها، إنَّما هي أمانةٌ عظيمةٌ سيسألكُمْ ربُّكم تباركَ وتعالى عنها؛ فكما حرِصتُمْ على إتقانِ رسمِها وفق ((الرسم العثماني))، وتجميلِ خطِّها فاحرِصُوا على التأكُّدِ من دقَّةِ ضبطِها وصحَّتِها، ولْتتذكَّرُوا أنَّها ستغدُو نسخةً من المصحفِ الشريفِ لعلكم تقرؤُونَ فيها أنتمْ ومَن بعدكُمْ، و(وهذا امر لا ننصح فيه الا بعد تدقيقه والتأكد من خلوه من أي خطأ) وإن رغبتُمْ في طباعتِها فلا يجوزُ لكمْ ذلكَ إلَّا بعدَ عرضِها على لجنةِ تدقيقِ المصاحفِ في البلدِ الذي ستكونُ الطِّباعةُ فيه، للتأكُّدِ من خلوِّها من الأخطاءِ في رسمِ الحروفِ والكلماتِ وكلِّ ما يتعلَّقُ بكتابةِ المصحفِ الشَّريفِ من شكلٍ للأحرفِ وضبطٍ إملائيٍّ ونحْويٍّ، وضبطٍ لعلاماتِ الوقفِ والوصلِ والمدودِ وغيرِها؛ حسْبَ ما يوافقُ ((الرسم العثماني))، المعتمدَ لكتابةِ المصحفِ الشَّريفِ في جميعِ أنحاءِ العالمِ. كما لا يجوزُ البدءُ بعمليَّةِ الطِّباعةِ والنَّشرِ إلَّا بعدَ أخذِ الموافقاتِ الرَّسميَّةِ من الدَّوائرِ المختصَّةِ.


ملاحظة: هذا التحذيرُ المهمُّ لصاحبِ المخطوطِ، ولمَنْ هو قائمٌ عليه بالوصيَّةِ أوِ الإرثِ من بعدِه. ولكلِّ من يقعُ المخطوطُ في يدِهِ في حالِ فقدانِهِ من قبَلِ أصحابِه.